ميدان الكوربة ... متحف مفتوح بلا أسوار
الكوربة قلب مصر الجديدة ودٌرة تاجها
النابض فهو ميدان ذو طبيعة خاصة يتميز بشكله المثلث ترقد على أضلاعه ثلاث بنايات
ضخمة صممت بهندسة معمارية فريدة من نوعها، كانت بداية نشأة "مصر
الجديدة" ذات البواكئك التاريخية التي يشتهر بها ميدان الكوربة، فالكوربة عكس
المدن الجديدة التي انتشرت فيها ما يسمي بـ "كمباوند" حيث تعددت وتعالت
أسوارها وتقوقعت الهويات، أما في الكوربة فأنت تشعر بأنك في كمباوند خاص بلا أسوا
.. مكان مفتوح ... لا فرق طبقياً فيها خاصة شوارعها، حيث الكافيهات ذات الطابع
الغربي.
موقعه
يتميز ميدان الكوربة بشكله المثلث
حيث يبدأ من شارع الأهرام بداية من فندق هليوبوليس ( قصر الرئاسة الآن ) حتى كنيسة
البازيليك فشارع نزيه خليفة (البارون سابقًا) الذي يتقاطع مع شارع الثورة حتى قصرالبارون إمبان، ومن داخل الكوربة شارع بغداد الذي يلتقي أيضًا مع شارع الثورة، ويرجع تسمية الميدان بهذا الاسم «لا كوربيه» إلى
استدارة الشارع على غير عادة الشوارع فى ذلك الوقت والكلمة تعني بالإيطالية
الإنحناءة أو القوس حيث كان المترو يأخذ إنحناءة أو دوران في هذا المكان في رحلة
عودته قادمًا من شارع فؤاد الأول (وسط البلد) فكان (الكمساري) البلجيكي الجنسية
ينادي بكلمة (الكورب) فصارت اسمًا للمكان.
ترام الكوربة
بواكئك
تاريخية ولمسات خاصة لـ "البارون إمبان"
تميز هذا الميدان ذي الأضلاع الثلاث
ببنايات ضخمة صممت بهندسة معمارية فريدة من نوعها على" يد البارون إمبان
" ومن هذا الميدان كانت بداية مصر الجديدة ذات البواكئك التاريخية التي يشتهر
بها ميدان الكوربة وبعيداً عن التحفة المعمارية الخالدة "قصر البارون إمبان"٬ وكذلك قصر "باغوص نوبار باشا" فتبقى هناك شواهد تاريخية
ثلاثة شاهدة على عراقة الكوربة وهى :
كنيسة البازيليك وكنيسة الكوربة٬ فندق هليوبوليس بالاس (قصر الرئاسة الآن) درة تاج
الكوربة، فقد بدأ العمل فيه عام 1906وافتتح عام 1910 في حفل فخم.
قصر البارون
ويعد هذا أول مبنى في الكوربة اشترك
فيه البلجيكي «أرنست جسبار» حيث وضع التصميم العام له بينما وضع ديكوراته الداخلية
المأخوذة عن مصنفات للنقوش العربية الفرنسي ألكسندر مارسيل، وتكلف تأسيسه 60 ألف
جنيه، بينما بلغت تكلفته الإجمالية بعد إنشائه خمسة ملايين جنيه، وبلغ ارتفاع
واجهته مائتي متر وتعلوها قبة إرتفاعها 55 متر٬ وبه قاعات فخمة لحفلات الاستقبال،
و400 حجرة مؤسسة تأثيثا فاخراً، وقاعته الرئيسية قاعة دائرية نسج لها خصيصا سجاد
إيراني وكان قطره 30 متر.
كنيسة
البازيليك نسخة مصغرة لكاتدرائية أيا صوفيا باسطنبول
تأتي التحفة الثانية
المتمثلة في كنيسة البارون أو كنيسة البازيليك الذي بناها أحد أهم بناة مصر
الجديدة الفرنسي ألكسندر مارسيل عام 1910بناء على طلب من البارون إمبان وكان من
ماله الخاص وبعيداً عن شركة واحات مصر الجديدة في ذلك الوقت. ووضعت رسومات الكنيسة
على الطراز البيزنطي وهى صورة مصغرة لكاتدرائية آيا صوفيا باسطنبول وتقع كنيسة
البازيليك في أول شارع الأهرام وقد أطلق عليها البارون اسم « نوتردام دي تونجر»
البلجيكية، وقد دفن بها في 17 فبراير عام 1930 بناء على وصيته. وعقب وفاة البارون
إمبان أصبحت الكنيسة ضمن ميراث ابنه الثاني لويس، وقد تبرعت بها أسرة لويس بعد ذلك
للكنيسة الكاثوليكية بمصر.
كنيسة البازيليك